كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي؟ (تحليل 2025)
مقدمة
منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، شهد الاقتصاد العالمي سلسلة من الأزمات المتتالية. ومع دخول النزاع عامه الرابع في 2025، لا تزال تداعياته تلقي بظلالها على الأسواق العالمية، من أسعار الطاقة إلى سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.
---
1. أسعار الطاقة: سلاح اقتصادي مزدوج
أدت الحرب إلى تقلبات حادة في أسعار النفط والغاز. في أبريل 2025، انخفض سعر خام الأورال الروسي إلى 50 دولارًا للبرميل، وهو أقل بكثير من السعر المتوقع في الميزانية الروسية البالغ 70 دولارًا. هذا الانخفاض يُعزى جزئيًا إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على أكثر من 180 دولة، مع استثناء روسيا، مما أدى إلى انخفاض الطلب العالمي على النفط وبالتالي تراجع الأسعار.
---
2. التجارة العالمية: اضطرابات وتحديات
أثرت الحرب بشكل كبير على التجارة العالمية، حيث انخفضت واردات أوكرانيا بنسبة 47.3% حتى أغسطس 2022، مما أدى إلى خسارة تقدر بـ19.4 مليار دولار في الصادرات الأوكرانية. في المقابل، استفادت روسيا من ارتفاع أسعار الطاقة، مما أدى إلى زيادة عائداتها بمقدار 68.3 مليار دولار.
---
3. الأمن الغذائي: أزمة عالمية
تُعد أوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب في العالم، ومع استمرار النزاع، تراجعت صادراتها بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا. هذا الارتفاع أثر بشكل خاص على الدول النامية، حيث ارتفعت معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
---
4. التضخم العالمي: ضغوط متزايدة
ساهمت الحرب في زيادة معدلات التضخم عالميًا. وفقًا لتقديرات البنك الفيدرالي الأمريكي، أدت الحرب إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.5% وارتفاع التضخم بنسبة 1.3 نقطة مئوية.
5. الأسواق المالية: تقلبات مستمرة
شهدت الأسواق المالية تقلبات حادة بسبب الحرب. في أبريل 2025، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل كبير بعد إعلان الرئيس ترامب عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 5.6%، وهو أحد أكبر المكاسب اليومية منذ الحرب العالمية الثانية.
6. الاقتصاد الروسي: تحديات داخلية
على الرغم من استثناء روسيا من الرسوم الجمركية الأمريكية، إلا أن اقتصادها يواجه تحديات كبيرة بسبب انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية. البنك المركزي الروسي أشار إلى أن التحولات في التجارة العالمية تمثل مخاطر جديدة على الاقتصاد الروسي، مما دفعه إلى البحث عن بدائل مثل الأصول الرقمية والعملات المشفرة.
خاتمة
تُظهر الحرب في أوكرانيا كيف يمكن لنزاع إقليمي أن يكون له تأثيرات اقتصادية عالمية واسعة النطاق. من أسعار الطاقة إلى الأمن الغذائي والتضخم، لا تزال تداعيات الحرب مستمرة، مما يتطلب تعاونًا دوليًا للتخفيف من آثارها.