كوب قهوة بـ 75 دولارًا: رفاهية الكافيين تبلغ ذروتها في أستراليا
في سابقة أثارت جدلاً واسعًا بين محبي القهوة حول العالم، أطلق مقهى في مدينة أديلايد الأسترالية فنجان قهوة بسعر 75 دولارًا أمريكيًا – أي ما يعادل أكثر من 110 دولار أسترالي!
المشروب الذي يُعتبر الأغلى من نوعه في العالم لم يكن مجرد عرض ترويجي، بل قهوة نادرة حقيقية تُقدَّم بمراسم خاصة، لعشّاق الطعم الفاخر والخبرة الاستثنائية.
---
ما سر هذا السعر الخرافي؟
السر يكمن في نوع البن المستخدم: "Panama Geisha" – وهي واحدة من أندر وأغلى أنواع حبوب البن في العالم.
تُزرع هذه القهوة في مزارع جبلية خاصة في بنما، وعلى ارتفاعات عالية جدًا، وتُحصد يدويًا بكميات محدودة للغاية. وقد تم بيع كيلو واحد فقط من هذا البن في مزاد عالمي بسعر تجاوز 2000 دولار أمريكي!
ماذا يُميزها عن القهوة العادية؟
النكهة: لا تشبه أي قهوة أخرى. مزيج من الزهور والفواكه الحمراء والشوكولاتة البيضاء، مع لمسة عطرية تشبه الشاي الفاخر.
التحضير: تُحضّر القهوة بطريقة التقطير البطيء (slow pour-over)، باستخدام ماء بدرجة حرارة دقيقة، ويقوم بتحضيرها "سومليه قهوة" – وهو خبير متخصص مثل خبير النبيذ تمامًا.
التقديم: تُقدَّم القهوة في فنجان فاخر على صينية أنيقة، ويُرافقها شرح عن مصدر الحبوب وطريقة التحميص.
---
لمن هذا النوع من القهوة؟
رغم أن السعر يبدو مبالغًا فيه، إلا أن هناك فئة من عشاق القهوة والمقتنين النادرين يعتبرون تجربة مثل هذه فرصة مرة في العمر. بعضهم يقارن الأمر بتذوّق زجاجة نبيذ عمرها 100 عام، أو قطعة شوكولاتة صنعت يدويًا من مكونات نادرة.
يقول أحد الزبائن بعد تذوّقها:
> "لم أكن أتوقع أن القهوة يمكن أن تكون بهذا التعقيد… كل رشفة كانت مغامرة."
---
هل هي ظاهرة جديدة؟
ليس تمامًا، فقد بدأت موجة "القهوة الراقية" بالانتشار منذ سنوات، مع ظهور ما يُعرف بـ "الجيل الثالث من القهوة" – حيث لم تعد القهوة مجرد مشروب صباحي، بل تجربة فنية كاملة، من الزراعة وحتى التقديم.
العديد من المقاهي العالمية بدأت تتسابق لتقديم أنواع قهوة نادرة، وأدوات تحضير فاخرة، وحتى دورات تدريبية لتذوق القهوة كأنها نبيذ فاخر.
---
ردود الفعل
المؤيدون يرون أنها خطوة تثقيفية وجمالية ترفع من مكانة القهوة كمشروب عالمي.
المنتقدون يرون أنها نوع من التباهي والترف المفرط، خصوصًا في وقت يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية.
---
فنجان يفوق الخيال
سواء كنت تراه تبذيرًا أم تحفة فنية قابلة للشرب، فإن كوب القهوة بـ 75 دولارًا يفتح بابًا للنقاش:
هل وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها لأي شيء عادي – حتى القهوة – أن يتحوّل إلى منتج فاخر؟
أم أن التجربة الاستثنائية تستحق أحيانًا ثمنها… ولو كان مرتفعًا؟