بيض مسلوق ببول الأطفال: تقليد صيني غريب عمره مئات السنين!
في مدينة دونج يانغ بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين، ينتشر تقليد غريب ومثير للدهشة – بل وربما للاشمئزاز عند البعض – يُعرف باسم "بيض الأولاد الصغار"، حيث يتم سلق البيض في بول أطفال صغار دون العاشرة من العمر، ويُعتبر هذا الطبق موسميًا ويحظى بشعبية خلال فصل الربيع.
أصل العادة
تعود جذور هذا التقليد إلى مئات السنين، ويُعتقد أنه بدأ في القرى الريفية حيث كان السكان يفتقرون إلى وسائل طبية، فلجأوا إلى ما توفره الطبيعة والاعتقادات الشعبية. كان يعتقد أن لبول الأطفال خصائص علاجية، خصوصًا إذا كان البول "نقيًا" وخاليًا من الأمراض، ما جعلهم يستخدمونه في الطهو كوسيلة للوقاية من الأمراض وتنشيط الدورة الدموية.
كيف يتم إعداد البيض؟
عملية التحضير لا تختلف كثيرًا عن طقوس الطهو، لكنها تستدعي ما هو أبعد من المكونات المعتادة:
1. يتم جمع بول الأطفال الذكور في دلاء من مدارس ابتدائية محلية – بعض المدارس تتعاون خصيصًا لهذا الغرض!
2. يتم نقع البيض النيء في البول لمدة 24 ساعة.
3. بعد ذلك، يُغلى البيض في نفس السائل لعدة ساعات.
4. في المرحلة الأخيرة، تُكسر القشرة برفق ويُعاد غليها، ما يسمح للنكهة والرائحة (والعناصر "الطبية" حسب معتقداتهم) بالتغلغل داخل البيضة.
فوائد مزعومة
يؤمن سكان دونج يانغ أن هذه الطريقة:
تنعش الجسم بعد شتاء بارد وطويل.
تُحسّن الدورة الدموية.
تساعد على التخلص من الحمى والتعب.
تقوي الجهاز المناعي، خصوصًا لدى كبار السن.
لكن حتى اليوم، لا توجد أدلة علمية تدعم هذه الفوائد، وقد حذر بعض الأطباء من مخاطر صحية محتملة متعلقة بالبكتيريا أو السموم التي قد تكون موجودة في البول.
هل يُباع علنًا؟
نعم! خلال فصل الربيع، تجد هذا النوع من البيض يُباع في الشوارع والأسواق، برائحة قوية ومذاق يصفه البعض بأنه "مثير للفضول" وآخرون يرونه "لا يُحتمل". والغريب أن البيض يُباع بسعر أعلى من البيض العادي، ويُعتبر طعامًا فاخرًا موسميًا لدى بعض العائلات!
جدل واسع
أثار هذا الطبق استغراب الكثير من الأجانب، وبعض منظمات حقوق الطفل طالبت بمنع المدارس من جمع البول لهذا الغرض. لكن السكان المحليين يعتبرونه جزءًا من "ثقافتهم الشعبية"، ولا يرون فيه أي انتهاك.
---
بين التقاليد والطب الحديث
تُظهر هذه الظاهرة كيف يمكن أن تتعايش الخرافات الشعبية القديمة مع المجتمع الحديث، وكيف تبقى بعض العادات غريبة وصادمة بالنسبة للعالم، لكنها عادية جدًا بالنسبة لأصحابها.