أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

بطولة البكاء في اليابان

 

بطولة البكاء في اليابان: لماذا يبكي الأطفال في المسابقات؟



في الثقافة اليابانية، توجد العديد من الاحتفالات والطقوس الفريدة التي قد تكون غريبة للبعض، ومن أبرزها مسابقة البكاء!

نعم، كما قرأت، هناك فعلاً بطولة للبكاء في اليابان حيث يتم تشجيع الأطفال على البكاء بأعلى صوتهم، ويكون الفائز هو الطفل الذي يبكي أولًا! قد تبدو هذه فكرة غير عادية، لكنها جزء من تقليد ثقافي طويل يمتد عبر العصور.


كيف بدأت مسابقة البكاء؟


تُعرف هذه المسابقة اليابانية التقليدية باسم "نارِياي" (Nariai)، أو "مسابقة البكاء". يعود تاريخ هذه البطولة إلى حوالي 400 عام، وقد كانت في البداية تُمارس كجزء من طقوس دينية وأسطورية.


يعتقد الكثيرون أن البكاء هو علامة على صحة جيدة، ويُعتبر وسيلة طبيعية لطرد الأرواح الشريرة وجلب الحظ الجيد. وفي بعض الأحيان، يُعتقد أن البكاء يمكن أن يقوي جهاز المناعة ويطرد الطاقة السلبية. ولذلك، من خلال "مسابقة البكاء"، يهدف اليابانيون إلى تعزيز صحة الأطفال وحمايتهم من الأرواح الشريرة!


كيف تُجرى المسابقة؟



المكان: تُنظم المسابقة في معابد وشوارع المدن اليابانية في فصل الربيع والخريف.


الحدث: يُحضر الآباء أطفالهم، عادةً من عمر 6 أشهر إلى 2 سنوات، للمشاركة.


الطريق إلى الفوز: يبدأ كل طفل في المعركة الكبيرة للبكاء، حيث يقوم مصارعو السومو اليابانيون (الذين يرتدون ملابسهم التقليدية) بحمل الأطفال بطريقة تجذب انتباههم، ما يثير مشاعرهم ويدفعهم إلى البكاء.


القواعد: لا توجد قواعد معقدة، فقط يجب أن يبدأ الطفل في البكاء أولاً، والفائز هو الطفل الذي يبكي بأعلى صوت.



الهدف من المسابقة: فائدة البكاء!


تقوية الصحة: في الثقافة اليابانية، يُعتقد أن البكاء يُحسن صحة الطفل ويقوي جهازه المناعي.


التخلص من الأرواح الشريرة: كانت اليابان في الماضي تعتقد أن البكاء يساعد على طرد الأرواح الشريرة ويجلب الحظ.


تعزيز الروابط الأسرية: المسابقة تُعتبر فرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم، وأيضًا لحث الآباء على الاهتمام بصحة أطفالهم.



حتى الآن، تعتبر هذه المسابقة فرصة للآباء والأمهات للتواصل مع أطفالهم في تقليد ممتع ومؤثر، بينما يُشجعونهم على أن يُظهروا مشاعرهم بصوت مرتفع!


هل كل الأطفال يحبون هذه المسابقة؟



بينما قد يعتقد البعض أن هذه التجربة قد تكون مرعبة للأطفال، إلا أن الأمر ليس دائمًا كذلك. في بعض الحالات، يُشعر الأطفال بالراحة عند وجود آبائهم حولهم، بينما قد يكون البعض الآخر أكثر عرضة للضوضاء والعرض الغريب. ومع ذلك، يجذب الحدث جمهورًا كبيرًا من الأفراد، ويصبح حدثًا ضاحكًا ومثيرًا للذكريات، حيث يتنافس الأطفال على أية حال للحصول على لقب "أفضل بكاء".


التقاليد في الزمن المعاصر



على الرغم من أن هذا التقليد قد يبدو غريبًا في عصرنا الحالي، إلا أنه لا يزال جزءًا مهمًا من العديد من المهرجانات في اليابان، وخاصة في المناطق الريفية. في هذه الأيام، يُنظم هذا الحدث في أجواء أكثر مرحة، حيث يتم تزيين المعبد بالزينة، وتوزيع الهدايا على الأطفال الفائزين، ويجذب الكثير من الزوار من داخل وخارج اليابان.


كما يُعد هذا الحدث أيضًا فرصة لتقوية الروابط بين المجتمع المحلي، وتذكير الناس بأهمية التقاليد القديمة في الحفاظ على الصحة والتواصل الاجتماعي.


أثر المسابقة على الثقافة اليابانية



لطالما كانت اليابان دولة تهتم بتقاليدها الثقافية، ومسابقات البكاء ليست سوى مثال واحد على العناية بالصحة النفسية والجسدية للأطفال. رغم أن الفكرة قد تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أنها تُعبر عن إيمان عميق بالحظ الجيد والشفاء من خلال التعبير العاطفي.


الأثر العالمي: تأثير المسابقة خارج اليابان


في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الدول الغربية في اكتشاف هذا التقليد الياباني الغريب. بينما يعبر البعض عن اندهاشهم من هذه المسابقة، يراها آخرون فرصة للتواصل مع جوانب أكثر بساطة وسعادة في الحياة. في بعض الأحيان، يتم تبني هذا التقليد جزئيًا في بعض الفعاليات الاجتماعية في دول أخرى، سواءً من باب الفكاهة أو من باب محاولة تقليد التقاليد الثقافية اليابانية.


الختام: دعوة للبكاء


هل يمكننا أن نتعلم شيئًا من هذه المسابقة؟ ربما في عالمنا المزدحم والمعقد، نحتاج في بعض الأحيان إلى العودة إلى أبسط الأمور، مثل التعبير عن مشاعرنا بحرية. بغض النظر عن الثقافة، البكاء ليس فقط للضعفاء أو الذين لا يستطيعون تحمل الصعوبات، بل هو عملية شفاء طبيعية تساعد في التعامل مع التوتر.


وقد تكون مسابقة البكاء في اليابان تذكيرًا بأن التعبير عن مشاعرنا يمكن أن يكون طريقة رائعة للتواصل مع أنفسنا ومع الآخرين، حتى وإن كانت بهذه الطريقة الطريفة!


تعليقات