مصارعة الخيول البرية في إسبانيا: تقليد شعبي غريب يمزج بين القوة والجنون!
في جبال شمال غرب إسبانيا، وبالتحديد في منطقة غاليسيا، يُقام كل صيف مهرجان فريد من نوعه يُعرف باسم "Rapa das Bestas"، أو "قصّة الوحوش"، وهو مهرجان غريب يجمع بين الطقوس القديمة والروح الشعبية، حيث يقوم الرجال والنساء بمصارعة الخيول البرية لترويضها وقص شعر أعرافها.
ما أصل هذا التقليد؟
تعود جذور هذا التقليد إلى القرن السادس عشر، وكان في بدايته مجرد وسيلة عملية لتحديد ملكية الخيول، حيث يتم قص عرف الحصان أو وضع علامة عليه لتمييزه عن غيره. ومع الوقت، تطورت الفكرة إلى مهرجان سنوي، واكتسب طابعًا احتفاليًا واجتماعيًا وحتى سياحيًا.
ماذا يحدث في المهرجان؟
1. تبدأ الطقوس بجمع مئات الخيول البرية من الجبال المحيطة، في مشهد ملحمي مثير يشترك فيه الفرسان، والمزارعون، وحتى الأطفال.
2. تُقاد الخيول إلى ساحة مستديرة تُعرف باسم "curro"، وهي ساحة مغلقة مخصصة للمواجهة.
3. يبدأ الشباب – دون أدوات أو أسلحة – في مصارعة الخيول بهدف تثبيتها أرضًا وقص شعرها أو تمييزها.
4. يستمر العرض لساعات، ويحضره الآلاف من المتفرجين الذين يهتفون ويصفقون مع كل مواجهة ناجحة.
تحدي جسدي ونفسي
المشاركون في هذا الحدث يُعرفون باسم "aloitadores"، وهم غالبًا شباب يتمتعون بالقوة والشجاعة، إذ أن التعامل مع خيول برية، عنيدة وخائفة، ليس بالمهمة السهلة. ويتطلب الأمر توازنًا بين القوة والسيطرة دون إيذاء الحيوان.
احتفال بالحياة الريفية
رغم خطورة المواجهة، يُعتبر المهرجان رمزًا لـ:
التواصل بين الإنسان والطبيعة
قوة المجتمع الريفي وتقاليده
الروح القتالية والرجولة كما يُقام حول الحدث مهرجان شعبي كبير، تتخلله موسيقى، أطعمة محلية، واحتفالات تستمر طوال الليل.
انتقادات من نشطاء حقوق الحيوان
رغم أن الخيول لا تُقتل أو تُصاب بجروح خطيرة عادة، فإن بعض جمعيات الرفق بالحيوان انتقدت المهرجان واعتبرته مرهقًا للحيوانات وغير ضروري في العصر الحديث. بالمقابل، يرد السكان بأن المهرجان يتم في جو من الاحترام، وهو تقليد ثقافي لا يمكن المساس به.
بين التقاليد والمستقبل
اليوم، يجذب مهرجان "Rapa das Bestas" آلاف السياح والمصورين من مختلف أنحاء العالم، ليشهدوا لحظة فريدة من الصراع بين الوحشية والإنسانية، القوة والحنان، التقاليد والتغيير.
---
إذا كنت تعتقد أن مصارعة الثيران كانت غريبة… فانتظر حتى ترى مصارعة الخيول!